للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَظَلَمُوا بِها﴾ ظلموا أنفسهم بعقرها، انظر آيات [الشمس ١١/ ٩١ - ١٥]، ﴿وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ﴾ المعجزات المادية ﴿إِلاّ تَخْوِيفاً﴾ تأييدا للرسل،

والمغزى العام من الآية أنّ القرآن الكريم نزل على البشرية، ختما للرسالات، معجزة خالدة على مر العصور، يخاطب عقول الناس بعد أن ارتقت البشرية إلى مرحلة كافية من النضوج الفكري، فلم يبق من حاجة لمعجزات مادية ملموسة،

وفي الآية عودة لتركيز السورة على إعجاز القرآن الكريم، انظر الآيات: (٩، ٨٢، ٤٦، ٤٥، ٤١ - ١٠٧، ١٠٦، ١٠٥، ٨٩، ٨٨)،

﴿وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاّ طُغْياناً كَبِيراً﴾ (٦٠)

٦٠ - ﴿وَإِذْ قُلْنا لَكَ﴾ أيها الرسول ﴿إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنّاسِ﴾ بعظمته وقدرته وعلمه القديم ﴿وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ﴾ رؤيا الإسراء والمعراج ﴿إِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ﴾ اختبارا لهم، فيهتز بها إيمان ضعاف العقول وأنصاف المؤمنين بنبوّة محمد ، وتنكشف أمورهم، أما الذين آمنوا إيمان اليقين فيزداد يقينهم ويبتهجوا بما أنعم الله على رسوله من رؤيا الإسراء والمعراج ﴿وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ﴾ جعلناها فتنة للناس أيضا، وهي شجرة الزقّوم التي ترمز إلى جهنم، انظر [الصافّات ٦٢/ ٣٧ - ٦٥]، وقد وصفت بالملعونة أي المبعدة من رحمة الله، لأنّ من يؤول مصيرهم إلى جهنم مبعدون من رحمته تعالى ﴿وَنُخَوِّفُهُمْ﴾ بمثل هذه الآيات المتشابهات، انظر [آل عمران ٧/ ٣]، ونصوّر لهم عذاب الآخرة تصويرات حسيّة تناسب عقولهم الدنيوية ﴿فَما يَزِيدُهُمْ﴾ هذا التخويف ﴿إِلاّ طُغْياناً كَبِيراً﴾ طغيان المصرّين على الكفر،

﴿وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (٦١)

<<  <  ج: ص:  >  >>