للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنبياء والرسل: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ﴾ [آل عمران ٣/ ٧].

ومن جهة محاجّة أهل الكتاب من اليهود والنصارى: كان التركيز في سورة البقرة على بني إسرائيل [البقرة ٢/ ٤٠ - ١٠٥]، وفي آل عمران على اليهود والنصارى معا، وفي كل من السورتين أحكام متمّم بعضها بعضا، كفريضة الدعوة إلى الإسلام: ﴿قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٣/ ٦٤]، وفريضة الحج [آل عمران: ٣/ ٩٤ - ٩٧]، والنهي عن الربا [آل عمران: ٣/ ١٣٠]، والحض على الإنفاق [آل عمران:

٣/ ١٣٤].

[محور سورة آل عمران]

أن العقل البشري قاصر بالضرورة عن استيعاب الحقيقة المطلقة، أو حتى جوانب ضئيلة من الغيب، فلزم أن تكون بعض آيات القرآن الكريم ذات طابع رمزي تتضمن الكناية والمجاز، وهي الآيات المتشابهات: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ﴾ (٧)، لكنّ الناس ميّالون إلى متاع الدنيا ومادتها غافلون عن خيرات الآخرة: ﴿زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ (١٤).

وإن الحكمة الإلهية اقتضت نزع الرسالة من بني إسحاق بعد فساد اليهود المزمن وإيتاء الرسالة بني إسماعيل وختمها ببعثة النبي الأحمد: ﴿قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢٦)، وأن الإسلام دين الأنبياء

<<  <  ج: ص:  >  >>