للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتمالا إذ قلما يعمد المرء إلى مضارة الوالدين أو الأولاد أو الأزواج ﴿وَصِيَّةً مِنَ اللهِ﴾ أي يوصيكم الله تعالى بذلك وصية، ووصيته تعالى فرض ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ﴾ عليم بمصالح عباده محيط بها مما لا يحيط به العقل البشري، وعليم بمن ظلم في الوصية أو عدل بها ﴿حَلِيمٌ﴾ حليم على الظالم لا يعاجله بالعقوبة بل يترك له فرصة التوبة.

﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (١٣)

١٣ - ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ﴾ في أحكام المواريث خاصة، وفي جميع الأحكام المذكورة من بداية السورة ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

﴿وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ﴾ (١٤)

١٤ - ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ﴾ في الحدود المذكورة سابقا أو بشكل عام ﴿يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ﴾.

﴿وَاللاّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً﴾ (١٥)

١٥ - ذكر الرازي في وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أنه بعد أن أمر تعالى بالإحسان إلى النساء، وبيّن حقوقهنّ، أضاف تعالى إلى ذلك بيان ما عليهن من العقاب إذا أتين الفاحشة فقال عزّ من قائل:

﴿وَاللاّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ﴾ اللاتي واللواتي جمع التي، ونسائكم أي زوجاتكم، وأجمعوا أن المقصود بالفاحشة هنا الزنا ﴿فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ﴾ لأنه إذا اتهمت المرأة بالزنا فلا تثبت عليها التهمة ولا يقام عليها الحد إلا بأن يشهد على الفعل أربعة من المسلمين ﴿فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ﴾ تحبس المرأة في البيت إذا شهدوا عليها بالزنا، وقالوا إن هذا دليل على

<<  <  ج: ص:  >  >>