للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجازي يتضمّن عدم الكمال ﴿بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ من كافة الخلق ﴿كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ﴾ مطيعون، بمن فيهم المسيح بن مريم.

﴿بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (١١٧)

١١٧ - ﴿بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي خالقهما ومبدعهما على غير مثال سابق ﴿وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ فكما هو مبدع السماوات والأرض فإنّما أمره لأي شيء آخر إذا قضاه هو كن فيكون، كخلق المسيح من غير أب.

﴿وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (١١٨)

١١٨ - ورغم أنه تعالى مبدع السماوات والأرض فالجهّال يطلبون آية فأي آية أكبر من الخلق؟ ﴿وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ﴾ أخفقوا في استيعاب الحقيقة فطلبوا أن يظهر الله تعالى لهم أو أن يشاهدوا «معجزة» تلمسها حواسّهم ليقتنعوا أنّ ما جاء به محمد هو الحقيقة، ونظيره قوله تعالى ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً﴾ [المدّثر ٧٤/ ٥٢].

﴿كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ مثل هذا القول قال الذين كفروا بالرسل من قبل، وبالذات اليهود ﴿تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ في التعنّت والطغيان ﴿قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ أي إنّ الآيات المعجزات والإشارات موجودة في كل مكان، ولكنها لا تفيد سوى الذين يبصرون الحقيقة أما المصرّون على المكابرة فما الذي يفيدهم؟

﴿إِنّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ﴾ (١١٩)

١١٩ - ﴿إِنّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً﴾ فما عليك الاّ البلاغ أيها الرسول ﴿وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ﴾ الذين وضعوا أنفسهم بمنزلة

<<  <  ج: ص:  >  >>