للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿ولكن لا يأثم من لا يستطيع الإنفاق على الخير بأكثر ممّا يترتّب عليه من الزكاة: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾ (١٣)

ثم تذمّ السورة المنافقين، أنصاف المؤمنين، الذين يحرصون على منافعهم الدنيوية العاجلة بموالاة المغضوب عليهم من الذين وصلتهم الرسالة ومع ذلك يكابرون ويجتهدون في إنكارها ومقاومتها ومحاربتها، وهم اليهود خاصة: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ﴾ أيها المؤمنون ﴿وَلا مِنْهُمْ﴾ أي ولا اليهود يعتبرون المنافقين منهم ﴿وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (١٤ - ١٥)

يستخفون بالأيمان الكاذبة كي لا يظهر نفاقهم: ﴿اِتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً﴾ ويبذرون الشبهات في قلوب الناس: ﴿فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ﴾ (١٦)

فما تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم يوم القيامة: ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ (١٧)

ولشدة خداعهم أنفسهم يعتقدون أن الجري وراء مكاسب الدنيا المادية أمر طبيعي له ما يبرره وهو بنظرهم مقدّم على الدين والعقيدة: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ﴾ وهذا هو قمة الكذب وخداع النفس: ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ﴾ (١٨)

ولذا تصفهم السورة بأنهم حزب الشيطان: ﴿اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>