للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله تعالى عليه))، ذكره الألوسي، وأخرجه الطبري، وفي الآية التالية الأمر باتّباع هدي القرآن قبل مجيء العذاب بغتة:

﴿وَاِتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ (٥٥)

٥٥ - ﴿وَاِتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ وهو القرآن الكريم ختمت به الرسالات السماوية، انظرالآية (١٨)، اتّبعوا هديه وتعاليمه ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً﴾ فجأة بلا سابق إنذار ﴿وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ بقرب وقوعه.

﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ﴾ (٥٦)

٥٦ - استمرار الخطاب من الآية السابقة والمعنى: أنذركم وآمركم باتّباع هدي القرآن كراهة أن تقول نفس بعد فوات الأوان: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ﴾ التفريط هو التقصير، والمعنى حصول الحسرة، في وقت متأخر، على التقصير في طاعة الله ﴿وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ﴾ اعتراف الجاحد المقصّر أنه كان من المستهزئين بالحقيقة وبدين الله تعالى وأهله.

﴿أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (٥٧)

٥٧ - ﴿أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ نسي الجاحد أو تناسى أن الله تعالى أنعم عليه بنعمة العقل، وببعث الرسل، وتنزيل الوحي، وحرية الخيار، فلم يستفد منها في دنياه شيئا.

﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٥٨)

٥٨ - ﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً﴾ عودة إلى الدنيا مرة ثانية ﴿فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ زعم الجاحد أن لو كانت له فرصة أخرى في الدنيا لكان من المحسنين، وهذا الزعم تكذّبه الآية التالية، انظر شرح آية

<<  <  ج: ص:  >  >>