ذلك اليوم، كما هو مذكور في سورة طه ﴿قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى﴾ [طه ٥٩/ ٢٠]، ﴿وَاِنْقَلَبُوا صاغِرِينَ﴾ أي انقلب فرعون وملؤه من مستكبرين إلى صغار أذلاء في نفوسهم، بعد أن كانوا مستعلين واثقين من أنفسهم.
﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ﴾ (١٢٠)
١٢٠ - ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ﴾ لأن السحرة كانوا أدرى من غيرهم بحقيقة ما حدث، فقد أيقنوا أن ما شاهدوه لم يكن تخيلا ولا خداعا مما اعتادوا أن يحتالوا به على الناس، وعرفوا أن ما قام به موسى معجزة حقيقية من عند الله لا يقدر السحرة ولا غيرهم على مثلها، ولذلك لم يبق في نفوسهم أدنى مكانة لفرعون ولعظمته الدنيوية، ولم يتمالكوا أنفسهم أن وقعوا ساجدين مؤمنين بنبوّة موسى لما تبين لهم من ظهور الحق بالمقابلة مع تفاهة السحر، وهو مغزى تجهيل الفاعل في قوله ﴿وَأُلْقِيَ﴾.
﴿قالُوا آمَنّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ﴾ (١٢١)
١٢١ - ﴿قالُوا آمَنّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ﴾ إشارة لقول موسى في الآية (١٠٤) إنه رسول من ربّ العالمين.
﴿رَبِّ مُوسى وَهارُونَ﴾ (١٢٢)
١٢٢ - ﴿رَبِّ مُوسى وَهارُونَ﴾ رب العالمين الذي دعا إلى الإيمان به موسى وهارون.
١٢٣ - ﴿قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ﴾ بموسى ﴿قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ قبل أن آمركم ﴿إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ﴾ أنتم وموسى تآمرتم وتواطأتم على هذه الخطة وعلى هذه النتيجة سلفا ﴿لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها﴾ وهو ما كانوا اتهموا به