للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإسلام دين وسطية، لا رهبانية كما في المسيحية، ولا انكباب على الدنيا كما عند اليهود، فالمسلمون يبتغون نصيبهم من الآخرة كما يطلبون نصيبهم من الدنيا: ﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَاِبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ﴾ [١٠/ ٦٢]، وبلا مبالغة في طلب الدنيا: ﴿قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ﴾ [١١/ ٦٢].

[النظم في السورة]

﴿التسبيح تنزيه الله تعالى وتبعيده عن كل ما لا يليق به، واستخدام الفعل المضارع بما يفيد الحاضر والمستقبل، وفي سورة الصف الفعل الماضي، ما يفيد أنّ كل ما في السماوات وما في الأرض يسبح الله تعالى على الدوام: ﴿يُسَبِّحُ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (١)

والقرآن الكريم نزل على أمّة أمّية لا كتاب لها فأنقذها من الضلال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ﴾ والرسول من هذه الأمة الأمّية، فهو أيضا أمّي لم يطّلع على الكتب السابقة ولم يعلم عنها إلاّ بطريق الوحي: ﴿يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (٢)

لكن الرسالة الإسلامية غير مقتصرة على العرب وحدهم وإنما لتنتقل منهم إلى العالم أجمع في كل وقت وعصر: ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٣)

وقد منّ الله تعالى على العرب بنزول رسالة القرآن عليهم وذلك هو الفضل المطلق: ﴿ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤)﴾ وهذا الفضل أيضا يؤتيه تعالى كلّ من يشاء الاستفادة من رسالة القرآن في كل زمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>