للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ﴾ (٢٧)

٢٧ - ﴿وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ﴾ من قبل آدم ﴿مِنْ نارِ السَّمُومِ﴾ من غير المادة الجسمية، وسمي الجان لاختفائه عن الأعين، ومن كان كافرا منهم سمي شيطانا، انظر آية [الجن ١٤/ ٧٢ - ١٥]،

﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾ (٢٨)

٢٨ - بعد بيان بعض معجزات الكون الآيات (١٦ - ٢٧)، ينتقل الخطاب لبيان مغزى الخليقة: ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾ سبق أن وردت هذه القصة الرمزية في سورتي [البقرة ٣٤/ ٢ - ٣٦] و [الأعراف ١١/ ٧ - ١٨]، وهي تتكرر في القرآن الكريم بمجمله سبع مرات في سور (البقرة - الأعراف - الحجر - الإسراء - الكهف - طه - ص) من زوايا وعبر متنوعة،

﴿فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ﴾ (٢٩)

٢٩ - ﴿فَإِذا سَوَّيْتُهُ﴾ لما خلقته له ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾ وأحييته، قال الزمخشري: ليس ثمة نفخ ولا منفوخ وإنما هو تمثيل للإحياء، وقال الألوسي: ليس هناك نفخ حقيقة، وقد يكنّى بالسبب عن الفعل المستفاد الذي يحصل منه على سبيل المجاز ﴿فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ﴾ لما كرّمته عليكم بأن علّمته الأسماء كلها،

﴿فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) * إِلاّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السّاجِدِينَ (٣١) * قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاّ تَكُونَ مَعَ السّاجِدِينَ (٣٢) * قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٣٣) * قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٣٥) * قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦) * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٣٨)

٣٠ - ٣٨ - المقصود من هذه القصة الرمزية أن معصية الشيطان تؤدي وظيفة معينة في الخطة الإلهية وأن إنظاره إلى يوم الدين لأن وساوس الشيطان هي التي تمكن الإنسان من ممارسة الخيار الأخلاقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>