للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمة هي الوحي، كما وردت في سورة هود، الآيات [هود ٦٣/ ١١، ٢٨]، ﴿وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً﴾ علما من عند الله، بالإضافة لما نزل عليه من الوحي، ويبدو أنّ هذا العلم ممّا لم يؤته الله لغير الخضر في الإحاطة ببواطن الأمور،

﴿قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾ (٦٦)

٦٦ - ﴿قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ﴾ استئذانا منه لنفسه ﴿عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ﴾ ممّا لا أعلم ﴿رُشْداً﴾ علما ذا رشد، يرشدني لأحسن ممّا أنا عليه،

﴿قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ (٦٧)

٦٧ - ﴿قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ لأنني أنظر في عواقب الأمور قبل وقوعها، وأما أنت فنظرتك جزئية محدودة لا تتجاوز ما أنت عليه في حاضرك، فهنالك فارق زمني داخلي بين نظرتينا،

﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾ (٦٨)

٦٨ - ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾ المعنى إنك لن تستطيع فهم الأمور والأشياء على حقيقتها سلفا، فالظواهر والحقائق قد لا تتطابق دوما، حتى بالنسبة إلى الأنبياء كموسى، فالمرء قد يشاهد أمورا من أمور الغيب ليس لها مقابل في ما اعتاد عليه في ذهنه،

﴿قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾ (٦٩)

٦٩ - ﴿قالَ﴾ له موسى ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾ بلا اعتراض،

﴿قالَ فَإِنِ اِتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>