١٣٤ - ﴿مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا﴾ أي من يكدح ويتعب في هذه الدنيا لأجل المال والجاه والرياسة، فليعلم أن الله عنده ثواب الدارين الدنيا والآخرة معا: ﴿فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ﴾ من كان عاقلا متفكرا في مغزى الخلق يطلب الدنيا واضعا نصب عينيه الآخرة، ولا يقتصر على طلب الدنيا فقط ﴿وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ سميعا لأقوال عباده بصيرا بأهدافهم ومبتغاهم.
١٣٥ - بعد أن شدّدت الآيات (١٢٧)﴾ والتي تلتها على موضوع العدل بين الزوجات، تنهى هذه الآية عن محاباة الأقرباء بغير الحق:
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾ أي عليكم أن تقوموا بالقسط وهو العدل، وقوّامين بالقسط معناها المبالغة في أمر القيام بالعدل ﴿شُهَداءَ لِلّهِ﴾ أي اشهدوا بالحق لوجه الله ولا تشهدوا بالباطل ابتغاء منفعة دنيوية ﴿وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾ حتى لو كانت الشهادة مخالفة لما تظنون أنه مصلحة لكم أو لوالديكم أو أقربائكم ﴿إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً﴾ أي المشهود له ﴿فَاللهُ أَوْلى بِهِما﴾ لستم أرحم بالفقير من ربه، فلا تميلوا بالشهادة عن الحق رحمة بالفقير بزعمكم ﴿فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى﴾ في شهاداتكم ﴿أَنْ تَعْدِلُوا﴾ كراهة أن تعدلوا ﴿وَإِنْ تَلْوُوا﴾ ألسنتكم بالشهادة فتشهدوا بغير الحق ﴿أَوْ تُعْرِضُوا﴾