في أواخرسورة فاطر أن المشركين من يهود ونصارى وغيرهم زعموا ويزعمون أنهم باحثون عن الحقيقة، ومع ذلك أحجموا عنها لما جاءهم بها الوحي القرآني: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاّ نُفُوراً﴾ (٤٢/ ٣٥)، وتفتتح سورة ياسين بأن النذير الذي جاءهم هو النبي ﵇: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (١/ ٣٦ - ٣)، لإنذار الغافلين: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ﴾ (٦/ ٣٦)، وتأكيد ذلك أن الله تعالى بعد أن بعث موسى وعيسى إلى بني إسرائيل، عزّز ببعث النبي ﷺ إلى الناس عامة: ﴿إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اِثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾ (١٤/ ٣٦).
وفي سورة فاطر أن الله تعالى أطال مكث الأفراد في الدنيا وأنزل عليهم الوحي لعلهم يتذكّروا: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ (٣٧/ ٣٥)، وفي سورة ياسين أن النذير يفيد فقط من لديه الفطرة السليمة والاستعداد للانتفاع بالذكرى: ﴿إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اِتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ (١١/ ٣٦)، فالأجدر بالعاقل