للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الكوثر - ١٠٨ - مكية وقيل مدنية]

[ارتباط السورة بما قبلها]

قال الرازي إنّ سورة الكوثر كالمقابلة لسورة الماعون المتقدّمة، لأنه في سورة الماعون وصف الذي ينكر الآخرة والجزاء بالبخل بقوله: ﴿فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الماعون ٢/ ١٠٧ - ٣]، وفي مقابل ذلك قوله تعالى في سورة الكوثر: ﴿إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾ [الكوثر ١/ ١٠٨] أي إنّا أعطيناك الكثير فأعط أنت الكثير ولا تبخل.

وفي سورة الماعون وصف ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ﴾ [الماعون ٥/ ١٠٧] بأنهم يصّلون رئاء الناس: ﴿الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ﴾ [الماعون ٦/ ١٠٧]، وفي مقابل ذلك قوله في سورة الكوثر: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ أي لتكن صلاتك خالصة لله دون مراءاة.

وفي سورة الماعون وصف المنافقين من المصلّين أنهم يمنعون الماعون أي يمنعون أقل قدر من المعونة للغير: ﴿وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ﴾ [الماعون ٧/ ١٠٧]، وفي مقابل ذلك قوله تعالى في سورة الكوثر: ﴿وَاِنْحَرْ﴾ [الكوثر ٢/ ١٠٨] أي انحر الأضاحي وتصدّق بها، ثم ختم السورة: ﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [الكوثر ٣/ ١٠٨] أي من يبغضك ويأتي بتلك الأفعال الذميمة لن يبقى من دنياه ولا لآخرته أي

<<  <  ج: ص:  >  >>