للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاِتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ (٨٨)

٨٨ - ﴿وَكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً﴾ كلوا من الحلال الذي لم يحرمه الله - كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، الآية (٣) - وكلوا من المال الذي كسبتموه بالحلال، ولا تأكلوا من مال السحت كالربا أو الغصب أو السرقة ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ فلا تحرّموا الحلال ولا تحلّوا الحرام.

﴿لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ ذلِكَ كَفّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاِحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (٨٩)

٨٩ - علاقة الآية بما قبلها أنه لما كان بعض المبالغين في النسك والزهد قد حلفوا على ترك بعض الطيبات بيّن لهم تعالى كفّارة الأيمان:

﴿لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ﴾ اللغو هو الكلام الذي لا يعتدّ به، كالحلف في أثناء الكلام دون قصد ولا عمد، فليس له كفّارة [البقرة: ٢/ ٢٢٥]، ﴿وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ﴾ أي بما صمّمتم عليه من اليمين عن قصد ﴿فَكَفّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ الحنث باليمين العمد يوجب الكفّارة، والكفّارة صفة مبالغة من الكفر وهو في الأصل: الستر والتغطية، والكافر هو من يغطي الحقيقة وينكرها، والكافر أيضا بمعنى الليل المظلم، لأنه يستر ويغطي كل شيء، وهو أيضا المزارع لأنه يغطي البذور بالتربة كما في قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ نَباتُهُ﴾ [الحديد ٥٧/ ٢٠]، وهنالك أيضا كفران النعمة أي تغطيتها بمعنى إنكارها وجحودها، فيكون معنى الكفّارة أنها تغطي الذنوب وتسترها حتى لا يكون لها أثر في الدنيا والآخرة، فالذي يريد أن يكفّر عقد اليمين عليه إطعام عشرة مساكين من متوسط ما يأكل أهله، أو كسوتهم، أو عتق رقبة

<<  <  ج: ص:  >  >>