للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ اِنْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ﴾ (١٥٨)، وأن مسؤولية كلّ مكلّف من الناس متناسبة مع ما آتاه الله من درجات العلم والعقل والرزق والزعامة والجاه:

﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (١٦٥).

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ (١)

١ - ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ﴾ العبارة مذكورة بصيغة الخبر، فهي تفيد أنه تعالى مستحق الحمد سواء حمده حامد أم لم يحمد، وهي أيضا تنحو منحى الأمر ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ﴾ السماوات بصيغة الجمع لأنها إشارة إلى الكون بكامله شاملا بلايين المجرّات والنجوم والكواكب ممّا لا حصر له، والأرض بصيغة المفرد وهي الكرة الأرضية التي نعيش عليها، ولا يمنع ذلك أنّ الأرضين كثيرة بدليل قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق ٦٥/ ١٢]، وسبب ذكرها بالمفرد لأن باقي الأرضين مشمولة في تعبير السماوات ﴿وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ﴾ وتحتمل معنيين الأول على ظاهره، والثاني مجازي بدليل الآية (١٢٢)﴾، فالظلمات قد تكون كناية عن ظلمات الجهل والهوى والشرك والنفاق والضلال والكفر، والنور قد يكون كناية عن نور الهداية والإيمان، وقد وردت الظلمات بصيغة الجمع، والنور بصيغة المفرد، لأن الباطل كثير والحق واحد، ويرجّح المعنى المجازي لأن موضوع السورة بأكملها يدور حول الهداية والضلال ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ أي رغم هذه المعجزات الباهرة من خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، فإن الكفار يعدلون بالله غيره، أي يجعلون

<<  <  ج: ص:  >  >>