للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العذاب مثلا من القصف الجوي والقنابل الذرية والغازات السامة والألغام، وفسروه أيضا على المجاز بأن العذاب الذي يأتي من فوق هو من ظلم وقهر السلطان ومن تحت أنه من الرعاع وأراذل الناس ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً﴾ الشيع هي الفرق كل منها تجتمع على أمر معين، والمعنى يجعلكم فرقا يكيد بعضها لبعض، فتلتبس الأمور وتختلط عليكم وتظن كل شيعة أنها على الحق ﴿وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ فتصل الأمور بينهم إلى درجة الاقتتال، ويسود الخوف والعنف والطغيان بنتيجة تخلّي المجتمع عن القيم الروحية ﴿اُنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ أي انظر أيها النبي - وبالتالي كل مخاطب بالقرآن - كيف نقلّب الدلائل لهم من جميع الوجوه لعلهم يفقهون الحقيقة ولا يغترّون بالأوهام.

﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾ (٦٦)

٦٦ - ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ﴾ كذّب معظمهم بالقرآن - في أول البعثة -، وكذّبوا بالعذاب ﴿وَهُوَ الْحَقُّ﴾ لا بد من تحققه ﴿قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾ المعنى أن الرسول ليس سوى منذر، ليس موكولا بإجبارهم على الهدى، ولا يستطيع أن يمنعهم من التكذيب، والله تعالى هو الوكيل [الأنعام: ٦/ ١٠٢] والمسيطر والمجازي.

﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ (٦٧)

٦٧ - ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ﴾ من أنباء الله تعالى بالبشارات والثواب والعقاب ﴿مُسْتَقَرٌّ﴾ وقت استقرار وحصول لا محالة، فيثبت لكم عندئذ حقّه ﴿وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ عند حصول كل نبأ من أنباء القرآن الكريم وتحققه وثبوته، ومنها نصر الله لرسوله ودينه وتحقق معجزات القرآن في الدنيا، وعند كشف الحجب في الآخرة.

﴿وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (٦٨)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>