أي زعمهم بأنّ المسيح بموته المزعوم على الصليب، افتدى خطايا البشرية سلفا، ﴿إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ﴾ لأنهم توصّلوا إلى معرفته غائبا عن إدراكهم الحسّي ﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ﴾ كما ينبغي ﴿وَمَنْ تَزَكّى فَإِنَّما يَتَزَكّى لِنَفْسِهِ﴾ من تطهّر من الأوزار يقتصر النفع عليه ﴿وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ﴾ فيجازي كلّ مسؤول عن ذنبه، لا أحد غيره.
﴿وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ﴾ (١٩)
١٩ - ﴿وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ﴾ أي بعد كل هذه الحجج التي بدأت بالآية (٩)، لم يبق للمكابر المعاند إلاّ أن يكون أعمى القلب، إذ لا يستطيع إبصار الحقيقة كما يراها الذي على بصيرة.
﴿وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ﴾ (٢٠)
٢٠ - ﴿وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ﴾ ظلمات الجهالة ليست مثل نور العلم والمعرفة.
﴿وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ﴾ (٢١)
٢١ - ﴿وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ﴾ ثواب العالم المؤمن ليس كعاقبة الكافر والجاهل.
٢٢ - ﴿وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ﴾ تشبيه الأحياء والأموات، بالعلماء والجهلاء، وأيضا تشبيه المؤمنين بالأحياء، والكفار بالأموات بسبب موت مداركهم ﴿إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ﴾ من يشاء سماع الآيات سماع فهم وتدبّر، وليس من يسمعها سماع الببغاء، أو سماع الجحود والإنكار ﴿وَما أَنْتَ﴾ أيها النبي، أو أيها المسلم، أو أيّها الداعية ﴿بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ ليس