للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً﴾ (٢٦)

٢٦ - ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ﴾ وهم يهود بني قريظة ظاهروا قريشا في وقعة الخندق ﴿مِنْ صَياصِيهِمْ﴾ من حصونهم ﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً﴾ كان بنو قريظة أشد اليهود عداوة للنبي وقد نقضوا العهد وغدروا بالمسلمين، إذ حالفوا قريشا والأحزاب في أثناء وقعة الخندق، وفي رواية ابن إسحاق أن النبي حاصرهم بعد ذهاب الأحزاب حتى استسلموا وقبلوا أن يحكم فيهم حليفهم السابق سعد بن معاذ سيد الأوس، فحكم أن تقتل الرجال منهم، وتسبى الذرية، وتقسم الأموال، فقتل منهم ٦٠٠ - ٧٠٠ رجل، غير أن رواية ابن إسحاق هذه لا يمكن الوثوق بإسنادها، رغم أن الواقدي وابن سعد نقلاها عنه فيما بعد، إذ لاحظ العالم بركات أحمد في كتابه (محمد واليهود) أن أبا بكر بن شهاب الزهري، الذي سبق ابن إسحاق في كتابة السيرة، لم يذكر هذه الحادثة، كما لاحظ أيضا أن اليهود أنفسهم لم يذكروها في تاريخهم، ومن غير الطبيعي وغير المعتاد عند اليهود، ألاّ يكتبوا عن أحزانهم، ناهيك عن تضخيمها في حال حدوثها، ومن الجدير بالذكر أن مجموع قتلى المسلمين وغير المسلمين في جميع حروب النبي لم يكد يبلغ خمس مئة.

﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً﴾ (٢٧)

٢٧ - ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ﴾ أصبحت ملكا للمسلمين ﴿وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها﴾ ومنها خيبر، وغيرها من البلاد التي فتحها المسلمون بعد ذلك، وصاروا بعد ذلك في حالة من اليسر، وذلك وجه اتصال هذه الآية بما بعدها ﴿وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً﴾ ومنها نصرة دينه والمؤمنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>