٣ - ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ من الأمم، أي قبل أهل مكة ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾ إيمانهم وقرنوه بالعمل ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ﴾ المنافقين منهم، وبما أنّ علمه تعالى محيط بالماضي والحاضر والمستقبل، فالمقصود أنّ الله تعالى يحاسب العباد بظهور أعمالهم إلى حيّز التنفيذ، وليس بعلمه بالغيب منهم.
٤ - ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ﴾ ولا يؤمنون بالآخرة ﴿أَنْ يَسْبِقُونا﴾ يعجزونا فيفوت حسابهم وجزاؤهم ﴿ساءَ ما يَحْكُمُونَ﴾ لا يعلمون أن الجزاء مترتب على العمل لا محالة، وليس اعتباطا.
٦ - ﴿وَمَنْ جاهَدَ﴾ في سبيل الحق ﴿فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾ ينتفع بجهاده من حيث انسجام أفعاله مع إيمانه، ومن حيث ما ينتظره من ثواب ﴿إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ﴾ ولكنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون الدنيا مسرحا لصراع الحق مع الباطل، انظر [البقرة ٣٦/ ٢].