للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصالح، ونتيجة التضحية في سبيل العقيدة، والمغزى أن العبرة ليست بالقول، بل بالقول والفعل معا.

﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ﴾ (٣)

٣ - ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ من الأمم، أي قبل أهل مكة ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾ إيمانهم وقرنوه بالعمل ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ﴾ المنافقين منهم، وبما أنّ علمه تعالى محيط بالماضي والحاضر والمستقبل، فالمقصود أنّ الله تعالى يحاسب العباد بظهور أعمالهم إلى حيّز التنفيذ، وليس بعلمه بالغيب منهم.

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ﴾ (٤)

٤ - ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ﴾ ولا يؤمنون بالآخرة ﴿أَنْ يَسْبِقُونا﴾ يعجزونا فيفوت حسابهم وجزاؤهم ﴿ساءَ ما يَحْكُمُونَ﴾ لا يعلمون أن الجزاء مترتب على العمل لا محالة، وليس اعتباطا.

﴿مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (٥)

٥ - ﴿مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ﴾ يؤمن بالبعث والنشور ﴿فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ﴾ في الآخرة يوم تتحقق العدالة على أتم وجه ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ السميع لدعاء عباده، العليم بأحوالهم.

﴿وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ﴾ (٦)

٦ - ﴿وَمَنْ جاهَدَ﴾ في سبيل الحق ﴿فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾ ينتفع بجهاده من حيث انسجام أفعاله مع إيمانه، ومن حيث ما ينتظره من ثواب ﴿إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ﴾ ولكنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون الدنيا مسرحا لصراع الحق مع الباطل، انظر [البقرة ٣٦/ ٢].

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>