٣٧ - ﴿وَاِصْنَعِ الْفُلْكَ﴾ السفينة التي سوف يتم بها إنقاذ نوح وأتباعه من الغرق، والفلك يطلق على المفرد والجمع من السفن ﴿بِأَعْيُنِنا﴾ وأنت محفوظ برعايتنا أي بعنايته تعالى محفوظ من الأعداء، وجمع الأعين لإفادة شدّة العناية الإلهية بالمراقبة والحفظ ﴿وَوَحْيِنا﴾ بإلهامنا لك كيف تصنع الفلك فلا تخطيء فيه ﴿وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ فتطلب لهم الرحمة ودفع العذاب عنهم، وفيه إشارة إلى رقة قلب نوح كما هو شأن الصدّيقين ﴿إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ أي محكوم عليهم بالغرق.
٣٨ - ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ﴾ وأقبل يصنع الفلك ﴿وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ﴾ لظنّهم أن أصبح به مسّ من الجنون إذ يصنع سفينة لا حاجة لها على اليابسة ﴿قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنّا﴾ لحسبانكم أنّ ما نصنعه يثير السخرية أو تظنّون بنا الجهل أو الهوس ﴿فَإِنّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ﴾ لما أنتم عليه من جهل وكفر ومن ثمّ لما تعرّضون به أنفسكم لسوء العاقبة ﴿كَما تَسْخَرُونَ﴾ منّا، فنحن أولى أن نسخر منكم وليس العكس، وفي الآية إشارة إلى الفارق الكبير بين من يعلم حقائق الأمور وبين من هو مغرور بالظاهر.