للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سورة ياسين أن الكفار كانوا يتطيرون من بعث الرسل: ﴿قالُوا إِنّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (١٨/ ٣٦) ثم في سورة الصافات أنهم يتخبطون ويرجمون بالغيب: ﴿إِنّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ﴾ (٦/ ٣٧ - ٨) -

وفي سورة ياسين أن لا فائدة من إنذار المصرّين على الكفر: ﴿وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (١٠/ ٣٦)، والسبب تبيّنه سورة الصافات أنهم مستكبرون ومتمسّكون بالتقليد: ﴿إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾ (٣٥/ ٣٧ - ٣٦).

[محور السورة]

أن الآيات القرآنية التي تتلو الذكر، وتزجر عن الضلال، مصفوفة بإحكام ونظم متقنين مما يوجب التفكر في إعجازها والتعمّق في معانيها: ﴿وَالصَّافّاتِ صَفًّا * فَالزّاجِراتِ زَجْراً * فَالتّالِياتِ ذِكْراً﴾ (١ - ٣)، بدلا من التخبط والرجم بالغيب ومحاولة التوصل إلى الحقيقة بطرق غيبية كما يفعل الكفار: ﴿إِنّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ﴾ (٦ - ٨)، وأن خلق الإنسان ومن ثم بعثه للحساب ليس بشيء أمام الإعجاز الهائل في خلق الأكوان المحيطة به:

﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ﴾ (١١)، وأن بعثة خاتم الأنبياء والرسل لم تكن سوى استمرار لما سبقها من الرسالات السماوية التي انحرف أكثر أتباعها عن مسارها حتى بعث النبي الأحمد برسالة الإسلام التي صدّقت الوحي الصحيح الذي جاء به المرسلون فصارت المعيار النهائي للحق من الباطل: ﴿بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (٣٧)، ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>