للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿ولا ينفع الندم في الآخرة إذ يطلبون فرصة دنيوية أخرى فلا يستجاب لهم:

﴿فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ (٢٤)،

ونظيره قوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ﴾ [الأنعام / ٢٧٦ - ٢٨]،

وأنّ قرناء السوء - من شياطين الإنس والجن - يزيّنون للمسيئين أعمالهم ويحضّونهم على التمتع بمباهج الحياة - ما بين أيديهم - مطلقا بلا قيود ولا رادع أخلاقي، وينفون لهم حقيقة القيامة والحساب - ما خلفهم - حتى يكفروا بالآخرة أو يستبعدونها فيصبح لديهم شعور زائف بالأمان يؤدي بهم إلى الخسران:

﴿وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ﴾ (٢٥)،

ونظيره قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ [الزخرف / ٣٦٤٣]، وقوله تعالى على لسان الغافل مخاطبا قرينه في الآخرة:

﴿حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾ [الزخرف / ٣٨٤٣]،

بل هم يجتهدون في الصد عن القرآن بزعم أنه من عند محمد أو أنه مقتبس عن الكتب السابقة أو نتيجة هلوسة، والسبب الحقيقي أنه يهدد نظرتهم المادية للحياة - ما بين أيديهم -: ﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَاِلْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ (٢٦)،

ثم يذوقون عذاب الآخرة بسوء أعمالهم، وأسوأ العمل الصدّ عن القرآن، إذ لا يكتفون بكفرهم بل يجتهدون بنشر الكفر في غيرهم: ﴿فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧)﴾،

<<  <  ج: ص:  >  >>