للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَلَمّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً﴾ (٦١)

٦١ - ﴿فَلَمّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما﴾ مجمع بين البحرين ﴿نَسِيا حُوتَهُما﴾ نسيا ما كان بشأن السمكة، ويبدو أنها كانت علامة لما هم بصدده من البحث عن المطلوب ﴿فَاتَّخَذَ﴾ الحوت ﴿سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً﴾ أي سلك طريقه في البحر، كما في قوله تعالى: ﴿وَسارِبٌ بِالنَّهارِ﴾ [الرعد ١٠/ ١٣]

﴿فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً﴾ (٦٢)

٦٢ - ﴿فَلَمّا جاوَزا﴾ مجمع البحرين ﴿قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً﴾ تعبا وإعياء،

﴿قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاِتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً﴾ (٦٣)

٦٣ - ﴿قالَ﴾ فتاه ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ﴾ التي لجأنا إليها وأقمنا عندها ﴿فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾ عندها ﴿وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾ بوساوس السوء ﴿وَاِتَّخَذَ﴾ الحوت ﴿سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً﴾ قالها مستغربا،

﴿قالَ ذلِكَ ما كُنّا نَبْغِ فَارْتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً﴾ (٦٤)

٦٤ - ﴿قالَ﴾ موسى ﴿ذلِكَ ما كُنّا نَبْغِ﴾ ما كنا نطلبه من علامة، للفوز بالمطلوب ﴿فَارْتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً﴾ يقصّان أثرهما قصصا وهما يعودان أدراجهما،

﴿فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً﴾ (٦٥)

٦٥ - ﴿فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا﴾ الجمهور على أنه الخضر، وهو نبي من الأنبياء كان متمكنا في علوم الباطن، ذو نظرة صوفية ثاقبة في بواطن الأمور كأقصى ما يمكن لإنسان أن يتمتع به من هذا النوع ﴿آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>