للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الصف - ٦١ - مدنية]

نزلت سورة الصفّ على الأغلب بعد وقعة أحد أواخر العام ٣ هجرية حتى أوائل العام ٤ هجرية واشتق اسمها من كلمة الصف بالآية ٤،

[ارتباط السورة بما قبلها]

بعد أن ذمّت سورة المجادلة المنافقين الذين يتولّون الكفار الناشطين في الصد عن الإسلام، وأكّدت سورة الحشر أن المنافقين بمنزلة إخوان للكفار، ثم حرّمت سورة الممتحنة على المؤمنين صراحة أن يكونوا موالين لأعداء الإسلام: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الممتحنة ١/ ٦٠]، وبالذات اليهود منهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ﴾ [الممتحنة ١٣/ ٦٠]، توضح هذه السورة أن اليهود دأبوا على تكذيب كبار أنبيائهم كموسى وعيسى [الصف ٥/ ٦١ - ٦]، فمن باب أولى أن لا يأمن المسلمون جانبهم، ثم تحثّ السورة المؤمنين أن يكون عملهم، بخلاف اليهود، مطابقا لعقيدتهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف ٢/ ٦١]،

<<  <  ج: ص:  >  >>