أهواءهم، ولا عبرة بالأكثرية إن كانت على الضلال ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ﴾ فيما يتعلق بحقيقة الخلق، والحياة بعد الموت، والأخلاق، والخير والشر، والعبادات، وقواعد السلوك البشري ﴿وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ﴾ أي يكذبون بنتيجة الظنّ.
١١٧ - ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ الذين يحلّون ويحرّمون من عند أنفسهم، كما سيرد في الآيات التالية ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ بعدما تبيّن الحق من الباطل، وبعد ما قام الرسول والدعاة بواجبهم، فلم يبق إلاّ تفويض أمر الناس إلى الله، لأنه تعالى أعلم بمن يهتدي منهم، ومن يضلّ، وحسابهم عليه.
١١٨ - الجاهلية لم تكن مقتصرة على العرب قبل الإسلام، فهنالك جاهلية تمارس في كل العصور والأمكنة: ﴿فَكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اِسْمُ اللهِ عَلَيْهِ﴾ وحده، لأنّ المشركين في الجاهلية، وفي كل وقت، يتعبدون بتقديم الذبائح إلى أوثانهم وآلهتهم ويذكرون اسم آلهتهم أو أوثانهم عليها، فنهاهم تعالى عن ذلك وأمرهم أن يذكروا اسم الله وحده عليها ﴿إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ لأن الشرك بالله والإيمان لا يجتمعان، والخطاب استمرار للآية (١١٦) بالنهي عن طاعة الأكثرية الضالة.
١١٩ - ﴿وَما لَكُمْ أَلاّ تَأْكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اِسْمُ اللهِ عَلَيْهِ﴾ الكلام لا يزال في التوحيد ونفي الشرك، وتقدير الخطاب: وأيّ شيء ثبت لكم من الفائدة - أيها المشركون - في ترك الأكل مما ذكر اسم الله عليه وحده؟ أو: ما يمنعكم أن تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وحده؟ والحال أنكم تأكلون من الذبائح ما أهلّ به