﴿ما يسبّب الويل للمكذّبين: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٣٤)
فلشدة ذهولهم وحيرتهم يمتنع عليهم النطق: ﴿هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ﴾ (٣٥)
إذ لا يليق لهم التكلم بأعذار فاسدة: ﴿وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ (٣٦)
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٣٧)
يوم يفصل بين الناس، أولهم وآخرهم، فيما كانوا يختلفون فيه من العقائد:
﴿هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ﴾ (٣٨)
فلا تنفع المكذّبين مكائدهم لكونهم يومئذ في منتهى العجز: ﴿فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٣٩ - ٤٠)
أما الذين اتقوا الشرك والمعاصي فمآلهم إلى النعيم: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ * وَفَواكِهَ مِمّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاِشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ (٤١ - ٤٤)
بالمقارنة مع مآل الذين كذبوا على أنفسهم: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٤٥)
وأن متاع المجرمين في الدنيا وإن طال فهو قليل في جنب الآخرة: ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ﴾ (٤٦)
حيث الويل ينتظرهم: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٤٧)
والسبب أنهم عاندوا الرسل والرسالات المشار إليها بأول السورة: ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اِرْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ﴾ (٤٨)
فلا بد أن يلاقوا مصيرهم العادل: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (٤٩)
إذ لا علم ينفع صاحبه بعد التكذيب بالقرآن: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ﴾ أي بعد القرآن ﴿يُؤْمِنُونَ (٥٠)﴾ وفي اختتام السورة عودة إلى البداية التي بدأت بها وهي ﴿الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً﴾ أي آيات القرآن الكريم.