إسلامية - مما يتوفر فيها حرية الدين، فكان عليكم الهجرة إليها ﴿فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً﴾ المعنى أن الهجرة فرض عين إن كانت ضرورية لتمتع المسلم بحريته الدينية، أو إذا ترتب على المقيم زوال المرء وذريته عن دينه بسبب الاضطهاد الديني الذي يتعرض له، أو إذا تعرض مجتمع إسلامي أو دولة إسلامية إلى العدوان فصار يخشى عليها من الفناء عندئذ يصبح من واجب المسلمين الهجرة إليها للدفاع عنها وشدّ أزرها، كما أنه على المسلم أن يهاجر إلى حيث يتلقى العلم والدين إذا اقتضى الأمر ذلك، أما المقيم في دار الكفر مع استطاعته وذريته التمسك بدينه والتمتع بحريته الدينية فلا تلزمه الهجرة، بل ربما كانت إقامته فيها سببا لإظهار محاسن الإسلام وانتشاره والدعوة إليه بالعمل وبالقدوة الحسنة.
٩٨ - ﴿إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً﴾ استثنى تعالى الضعفاء من الرجال والنساء والولدان ممّن لا يطيقون الهجرة المكانية ولا يملكون وسائلها ﴿وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً﴾ بسبب حيرتهم واختلاط الأمور عليهم، أو لأنهم لم يستوعبوا رسالة الإسلام.
٩٩ - ﴿فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً﴾ وعدهم تعالى بالعفو والمغفرة، وقيل إنّ ﴿عَسَى﴾ دلالة على التشديد في موضوع الهجرة بالنسبة إلى المستطيعين.