وهنا تعود السورة لموضوع الدعوة إلى الإسلام المشار إليها بالآية (٣٣)، وأنّ المستكبرين عن إجابة الدعوة لا يضرّوا الله شيئا: ﴿وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاُسْجُدُوا لِلّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اِسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ﴾ (٣٧ - ٣٨)،
وأن إحياء موتى القلوب من الكفار بيده تعالى وحده فلا ييأس المؤمن من هدي الآخرين بل يصبر ويدفع بالتي هي أحسن: ﴿وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اِهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٣٩)،
فالله تعالى أعلم بالكفار الملحدين (الآية ٢٦) الذين يحاولون تشويه معاني القرآن، لكنّ رحمته اقتضت إمهالهم ليوم الحساب لعلّ هنالك من يتوب منهم:
وأن جهودهم في اللغو بالقرآن (الآية ٢٦) كما يفعل كثير من المستشرقين اليوم، باطلة، ولن تبلغ غايتها، لأنه تعالى حفظ القرآن من التحريف والتغيير والتبديل، فيستحيل أن يأتيه الباطل لا بشكل خفي ولا بشكل مكشوف: ﴿لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)﴾ وقالوا