للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ (٥٤)

٥٤ - ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ﴾ في طفولتكم ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾ في شبابكم ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾ في كهولتكم ﴿يَخْلُقُ ما يَشاءُ﴾ بحسب الحكمة ﴿وَهُوَ الْعَلِيمُ﴾ العليم بالمصالح ﴿الْقَدِيرُ﴾ يخلق ما يشاء، بقدر ما يشاء.

﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ﴾ (٥٥)

٥٥ - ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ﴾ يوم القيامة ﴿يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ﴾ يغيب عنهم مفهوم الزمن الحقيقي، والآية تبرز نسبية الزمن، وإن فترة لبث الإنسان في الدنيا في منتهى القصر بالمقارنة مع طول اللبث في الآخرة ﴿كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ﴾ يصرفون عن الحقيقة، لأنهم يريدون إقناع أنفسهم أن فترة اللبث في الدنيا كانت قصيرة جدا لدرجة لم تسمح لهم بالتوبة.

﴿وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (٥٦)

٥٦ - ﴿وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ الذين فهموا علم الكتاب - القرآن - وأيقنوا به ﴿وَالْإِيمانَ﴾ وأوتوا الإيمان اليقيني ﴿لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ﴾ في علم الله القديم الشامل ﴿إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ﴾ القيامة ﴿وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ لم تكونوا تريدون العلم، بل رفضتموه في عقلكم الباطن، تهربا من الشعور بالمسؤولية وتهربا من الحساب.

﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>