﴿ثم تنتقل السورة من كيفية التعامل بين أفراد المجتمع الواحد من المؤمنين إلى كيفية التعامل بين الشعوب فتنهى عن التفاخر والفوقية والعصبية بين الأمم، وتحض على التعارف والحوار ما يؤدي إلى التفاهم بينها سلما، وأن العبرة هي بالتقوى ودعوة الإسلام وليست بالحسب والنسب ودعوة الجاهلية: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (١٣)
وأنّ العبرة ليست بالإسلام باللسان، وإنما بالإيمان الذي يدخل القلب فيقترن بالعمل بطاعة الله ورسوله: ﴿قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ﴾ (١٤ - ١٥)
وأن الله تعالى يعلم السرائر فلا موجب للتبجّح بكون المرء مسلما أو مؤمنا:
والله تعالى عالم الغيب والسر والعلانية عالم بأعمال الناس، فدعوى الإيمان عند أحدهم يلزم أن يصدّقها العمل: ﴿إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨)﴾