للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (٢٨)

٢٨ - ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ الخطاب متصل بما قبله لجهة بيان البرهان الحاسم للفاسقين، والمعنى: بأي دلالة تكفرون؟ وعلى أي شبهة تعتمدون؟ وحالكم في الموت والحياة تأبى ذلك! قارنوا إحياءكم من العدم الذي حصل، مع بعثكم بعد الموت الذي سيحصل، فإذا كان الإحياء الأول ممكنا فهو الدليل العقلي على الإحياء الثاني ﴿ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فتحاسبون على عملكم.

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اِسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (٢٩)

٢٩ - بعد أن بيّن تعالى بعض آياته في أنفسهم، ذكّرهم بآياته في الآفاق:

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً﴾ فلا يجوز أن يستعبد الإنسان في سبيل المادة، ولا يجوز أن يعتبر أي شيء من الموجودات أهم من الإنسان، فهذا هو التصور المثالي لمنزلة الإنسان وقيمته ﴿ثُمَّ اِسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ﴾ في اللغة العربية يستخدم العدد سبع لتكثير الآحاد بمعنى بضع، وفي العربية أيضا كل سماء هي سماء بالنسبة لما تحتها، وهكذا فإنّ سبع سماوات قد تفيد أنظمة كونية متعدّدة شاملة ملايين المجرّات والنجوم والكواكب ممّا لا حصر له ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ في إحكام خلقه.

﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ (٣٠)

٣٠ - قصة الخليقة والمغزى منها: ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ﴾ قصة الخلق تتصل بصورة منطقية مع الآيات التي سبقتها، ويرى البعض فيها رمزا لإظهار الإنسان في أكمل صوره وبيان مقدرته على التفكير المجرّد، وقد ذكر الشيخ محمد رشيد رضا في المنار أن هذه الآيات من المتشابهات [آل عمران ٣/ ٧] التي لا

<<  <  ج: ص:  >  >>