للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - ﴿قالُوا يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ﴾ أقرّوا بظلمهم بعد فوات الأوان، فلم ينفعهم.

﴿فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ﴾ (١٥)

١٥ - ﴿فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ﴾ يقرّون بها ﴿حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً﴾ حصيد الزرع ﴿خامِدِينَ﴾ كالرماد.

﴿وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ﴾ (١٦)

١٦ - ﴿وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ﴾ لأن الحياة ذات مغزى لا تتضح إلا على خلفية الدار الآخرة.

﴿لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنّا إِنْ كُنّا فاعِلِينَ﴾ (١٧)

١٧ - ﴿لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنّا إِنْ كُنّا فاعِلِينَ﴾ لكن الله تعالى غني عن العالمين.

﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ﴾ (١٨)

١٨ - ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾ اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون الدنيا مسرحا لصراع الحق مع الباطل ﴿فَإِذا هُوَ زاهِقٌ﴾ لأن الباطل ليس له قرار ﴿وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ﴾ ما تنكرون من سمو الصفات الإلهية والأسماء الحسنى، وما تزعمون من أنّ الإله ليس سوى مادة الكون المتجسدة.

﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ (١٩)

١٩ - ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ بلا حدود، فالكون متناه ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ ما يدحض مزاعمهم إن الله تعالى ليس سوى انعكاس للموجودات، فالله تعالى لا متناه، فوق الوجود المادي، وفوق نطاق الخبرة والمعرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>