بل هم عاملون في الصدّ عنه: ﴿وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ﴾ [فصلت / ٦٤١]،
ثم تبين سورة الشورى أن هنالك مغزى من حرية الخيار التي كرّم الله تعالى بها البشر: ﴿وَالَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ [الشورى / ٦٤٢]، وأن لو شاء تعالى لجعل الناس كلهم على الإيمان:
تركيز السورة أنّ الوحي الذي نزل على الأنبياء واحد منذ الأزل: ﴿كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [/ ٣٤٢]، غير أنّ رسالة الإسلام غير مقتصرة على العرب بل هي عالمية للناس كافة: ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها﴾ [/ ٧٤٢]،
ومع ذلك فقد كرّم الله تعالى الناس بحرية الخيار: ﴿وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً﴾ [/ ٨٤٢]، وأنّ الاختلاف بين الناس يحكم به الله يوم القيامة: ﴿وَمَا اِخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ﴾ [/ ١٠٤٢]،
وأنّ من أهداف الرسالة الإسلامية تحقيق المودة بين الناس والأقرباء: ﴿ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾ [/ ٢٣٤٢]، وأنّ الشورى من صفات المجتمع المسلم:
﴿وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ﴾ [/ ٣٨٤٢]، ومن صفات هذا المجتمع أنه لا يستكين ولا يخلد إلى الضعف، بل يدفع البغي بلا تجاوز، مع تفضيل العفو والإصلاح:
﴿وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ﴾ [/ ٣٩٤٢ - ٤٠]، لكن الرسول -