للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السورة مراتب ثلاثة أصناف من الناس في العاقبة، وهم السابقون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.

[محور السورة]

تؤكد السورة وقوع الساعة لا محالة: ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ﴾ [٢/ ٥٦]، فترفع وقتئذ من ترفع، وتخفض من تخفض، وينقسم الناس أمام الحساب أصنافا ثلاثة:

﴿وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً﴾ [٧/ ٥٦]، وهم المتّقون أصحاب الميمنة: ﴿فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [٨/ ٥٦]، والمجرمون أصحاب المشأمة:

﴿وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ﴾ [٥٦ - ٩] والمقرّبون السابقون بالخيرات: ﴿وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ [١٠/ ٥٦ - ١١]، وتصف مآل كلّ من هذه الأصناف يوم الدين،

ثم تتحدى السورة المجرمين بمعجزة الخلق والموت والبعث: ﴿وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ﴾ [٦١/ ٥٦]، بدليل معجزة إنبات الزرع من العدم: ﴿أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ﴾ [٦٤/ ٥٦]، ودورة الماء في الطبيعة ونزول المطر: ﴿أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ﴾ [٦٩/ ٥٦]، ومعجزة الطاقة ومنشأ الوقود:

﴿أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ﴾ [٧٢/ ٥٦]، ومعجزة تنزيل القرآن منجّما لمدّة ٢٣ عاما من بعثة النبي خاليا من الاختلاف سليما من التناقض:

﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ [٧٥/ ٥٦]، فلا يفقه معناه إلاّ المطهّرون سليمو القلب منفتحو الذهن: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ﴾ [٧٩/ ٥٦]، أما المكذّبون الذين يزعمون أنهم مكتفون بذواتهم غير معتمدين على الذات الإلهية في شيء فيظهر عجزهم سافرا بيّنا وقت الموت وخروج الروح: ﴿فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ [٨٦/ ٥٦ - ٨٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>