للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاُذْكُرُوا اِسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ﴾ (٤)

٤ - ﴿يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ﴾ المعنى أن ما نصّ القرآن على تحريمه لا يندرج تحت صنف الطيبات، لأنّ المحرّمات، من أشياء وأفعال، تضر بالإنسان جسديا ومعنويا واجتماعيا، والنقطة الثانية أنّ ما لم ينصّ على تحريمه فهو حلال، وذلك واضح من صيغة الحصر في آيات [البقرة: ٢/ ١٧٣] و [الأنعام: ٦/ ١٤٥] و [النحل: ١٦/ ١١٥]،

﴿وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ﴾ عطف على الطيبات، أي وأحلّ لكم أكل ما تصطاده لكم الجوارح المدرّبة ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ أي كونكم مكلّبين لها، ومفردها مكلّب وهو الذي يدرّب الجوارح على الصيد، واشتقت من الكلب لأنّ أكثر ما يكون التدريب على الصيد في الكلاب ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمّا عَلَّمَكُمُ اللهُ﴾ تعلّمون الجوارح، مثل العقاب والباز وغيرها، من التدريب على الصيد، ولأنّ أصل العلم كله من الله ﴿فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ المعنى كلوا ما تصيده الجوارح لأجلكم، ما لم تأكل منه، وهو معنى تمسك الصيد عليكم، أي تجعله موقوفا لكم ﴿وَاُذْكُرُوا اِسْمَ اللهِ عَلَيْهِ﴾ عند الأكل أو عند الذبح أو عند الصيد ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ﴾ باتباع أوامره والاكتفاء بالطيبات التي أحلّت لكم، واجتناب ما حرّم عليكم ﴿إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ﴾ يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب العباد، وقد يرى الإنسان عاقبة عمله في الدنيا، وإن لم يكن فالآخرة قريبة، والموت أقرب بعيد، فسرعان ما يحين الأجل والحساب.

﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٥)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>