ولكنّ المسيحيين الذين ضلّوا في اتّباعه تفرقوا أحزابا من بعده بلغ عددها اليوم حوالي/ ٢١٠٠٠ /طائفة مسيحية مختلفين في حقيقة رسالته، وأكثرهم يؤلهونه: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ (٦٥)،
فماذا ينتظرون، قبل أن تباغتهم الساعة، كي يصححوا مسارهم ويستجيبوا لدعوة الإسلام لهم: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ (٦٦)، انظر آية [آل عمران ٦٤/ ٣]،
فمن هم على المسيحية أخلاّء في الدنيا، والأخلاّء جمع خليل، لكنهم في الآخرة يصبحون أعداء لبعضهم البعض لأنهم أضلّوا بعضهم بعضا، فالذي ضلّ - من الرعية - يصبح عدوا لمن أضلّه - من الكهنة -، والذي أضلّه - من الكهنة - يعادي الضالين لكونه يحمل أوزار ضلالهم، وهذه الآية عامة بمعنى أن الخلّة في الدنيا إن كانت على المعصية والكفر صارت عداوة يوم القيامة، كما في آية [العنكبوت ٢٥/ ٢٩]، أمّا المتقون المتحابّون في الله الذين يخالل بعضهم بعضا على الإيمان والتقوى والنصح فإن خلّتهم تبقى يوم القيامة: ﴿الْأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (٦٧)﴾،