للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخالق وحده فوجب لذلك اتباعه دون غيره: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاِتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (٦١ - ٦٢)،

﴿وتلك فحوى رسالة عيسى بالتوحيد ونفى الشرك: ﴿وَلَمّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ (٦٣ - ٦٤)،

ولكنّ المسيحيين الذين ضلّوا في اتّباعه تفرقوا أحزابا من بعده بلغ عددها اليوم حوالي/ ٢١٠٠٠ /طائفة مسيحية مختلفين في حقيقة رسالته، وأكثرهم يؤلهونه: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ (٦٥)،

فماذا ينتظرون، قبل أن تباغتهم الساعة، كي يصححوا مسارهم ويستجيبوا لدعوة الإسلام لهم: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ (٦٦)، انظر آية [آل عمران ٦٤/ ٣]،

فمن هم على المسيحية أخلاّء في الدنيا، والأخلاّء جمع خليل، لكنهم في الآخرة يصبحون أعداء لبعضهم البعض لأنهم أضلّوا بعضهم بعضا، فالذي ضلّ - من الرعية - يصبح عدوا لمن أضلّه - من الكهنة -، والذي أضلّه - من الكهنة - يعادي الضالين لكونه يحمل أوزار ضلالهم، وهذه الآية عامة بمعنى أن الخلّة في الدنيا إن كانت على المعصية والكفر صارت عداوة يوم القيامة، كما في آية [العنكبوت ٢٥/ ٢٩]، أمّا المتقون المتحابّون في الله الذين يخالل بعضهم بعضا على الإيمان والتقوى والنصح فإن خلّتهم تبقى يوم القيامة: ﴿الْأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (٦٧)﴾،

<<  <  ج: ص:  >  >>