للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتّى تَشْهَدُونِ﴾ (٣٢)

٣٢ - ﴿قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ﴾ الحاشية ﴿أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾ بنتيجة تفكركم وتأملكم بخطاب سليمان ﴿ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً﴾ لجسامة هذا الموضوع ﴿حَتّى تَشْهَدُونِ﴾ تدلوا بشهادتكم معي.

﴿قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ﴾ (٣٣)

٣٣ - ﴿قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ لم يفهم الملأ من خطاب سليمان سوى أنه تهديد لملكهم ودولتهم ﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ﴾ في مقاومة سليمان أو الإذعان إلى مطلبه ﴿فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ﴾ أعادوا الأمر إليها.

﴿قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ (٣٤)

٣٤ - ﴿قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً﴾ مجتمعا من المجتمعات، إذا دخلوه عنوة، وليس ذلك مقتصرا على الملوك، بل على كل قوة غاشمة ﴿أَفْسَدُوها﴾ فكّكوا عراها الاجتماعية ﴿وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً﴾ من الحكام وكبار القوم ﴿وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ بدخولهم القرية، وهكذا استبعدت ملكة سبأ أي احتمال لاستخدام القوة ضد سليمان، لما سوف يسببه ذلك من تفكيك النظام الاجتماعي، والمعاناة، والتدهور الحضاري.

﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ (٣٥)

٣٥ - ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ﴾ على سبيل استكشاف النوايا ﴿فَناظِرَةٌ﴾ أنتظر ﴿بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ ما يكون استجابة سليمان؟ وبذلك تفهم عقليته أيضا.

﴿فَلَمّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِمّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (٣٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>