للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وعلى قومه، فأولئك أصحاب النار يخلدون فيها، ولا نزال نرى اليوم الكثير من الشعوب تأبى الاهتداء بالإسلام استكبارا وعلوّا، كما استكبر اليهود وأحبارهم عن اتباع النبي لأنه عربي، ولأنهم يرون أن النبوة يجب أن تكون محصورة بهم، والاستكبار متكرر عند المكذّبين منذ معصية إبليس وتكبره، الآية (١٣)، وكما سوف تبين الآيات (٢٠٦، ١٤٦، ٨٨، ٧٦، ٧٥، ٤٨، ٤٠).

﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ﴾ (٣٧)

٣٧ - ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ﴾ إشارة إلى الذين كذّبوا بالآيات واستكبروا عنها راجع أيضا شرح آيات [الأنعام ٢١/-٢٤]، ﴿أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ﴾ الكتاب بمعنى المكتوب، والمغزى أنهم ينالون نصيبهم المكتوب لهم في الحياة الدنيا من الأرزاق والأعمار، كما في الآية (٣٢)، رغم ظلمهم وافترائهم، لا يحرمون منها، تفضّلا منه تعالى، ولإعطائهم الفرصة كي يتوبوا ويصلحوا ﴿حَتّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ﴾ وهم ملائكة الموت الموكّلون بقبض أرواحهم ﴿قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ لم يتوبوا ولم يصلحوا في حياتهم، رغم الفرص التي أتيحت لهم، والنعم التي أغدقت عليهم، فيقال لهم توبيخا وتقريعا: أين الذين كنتم تدعونهم غير الله لقضاء الحاجات ودفع المضرّات؟ ادعوهم لينجوكم الآن ﴿قالُوا ضَلُّوا عَنّا﴾ أي غابوا عنّا ولا نرجو منهم أي منفعة ﴿وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ﴾ اعترفوا على أنفسهم أنهم كانوا يعبدون المادة، ويلهثون وراء الدنيا، ويدعون ما لا يستحق الدعاء، من شركاء وآلهة مزعومين وزعماء وأوثان وقدّيسين وأموات وأضرحة.

﴿قالَ اُدْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتّى إِذَا اِدّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (٣٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>