أم المؤمنين عائشة، وفي مسند أحمد عن أم المؤمنين عائشة قالت قال رسول الله ﷺ:«صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار»، ﴿إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ أي كان منذ الأزل وما زال مشرفا على أعمالكم على الدوام وعالما بها.
ونلاحظ أن السورة افتتحت بتذكير الناس بالقرابات، وأنّ الله تعالى خلقهم من ذكر وأنثى من نفس واحدة، وأمرهم ببرّ الأرحام، تمهيدا لما سيرد في السورة من تنظيم العلاقات العائلية في تشريع الزواج والإرث وعلاقات ذوي القربى واليتامى.
٢ - ﴿وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ﴾ اليتامى الذين بكفالتكم، والمقصود تسليم أموالهم لهم بعد وصولهم سنّ البلوغ والرشد، كما سيرد في الآية (٦)، والمقصود أيضا الإنفاق عليهم من أموالهم قبل ذلك ﴿وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾ المعنى لا تختاروا العمل الخبيث وهو أكل أموال اليتامى، بدلا من العمل الطيب وهو المحافظة عليها، والمعنى أيضا لا تبادروا بأكل أموال اليتامى على أمل تسديدها فيما بعد، أي لا تأخذوا عاجلا بآجل، وأيضا لا تأخذوا الجيد من أملاكهم وتضعوا مكانه الأقل جودة كأخذ العقار الجيد ووضع العقار الأقل قيمة مكانه ﴿وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ﴾ لا تأكلوا أموالهم فتضمّوها إلى أموالكم لدرجة عدم التفريق بينهما في الإنفاق ﴿إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً﴾ إنّ أكلكم أموال اليتامى إثم كبير.