٨٠ - ﴿وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً﴾ بأن تنسبوا إليهم صفات الألوهية، فالمسيح لم يأمر أحدا بعبادته، ولا عبادة أو تقديس أو تأليه الملائكة والبشر، كما فعلت الكنيسة بعده بتأليه الروح القدس وإسباغ صفة القدسية على الكثير من البشر الذين تسميهم الكنيسة قدّيسين ﴿أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ لأن اليهود الذين بعث عيسى إليهم كانوا في الأصل موحّدين على شريعة موسى، كما أنهم مسلمون بمقتضى الفطرة لأنّ الإسلام دين الفطرة.
٨١ - ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ﴾ الأنبياء ﵈ كانوا يأخذون الميثاق من أممهم بأنّه إذا بعث محمد ﷺ فعليهم أن يؤمنوا به وأن ينصروه، فيكون تقدير الآية: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين الذي أخذوه على أممهم، وقد أضاف تعالى أخذ الميثاق إلى ذاته العليّة وإن كان النبيون أخذوه على الأمم، ويمكن أن يكون تقدير الآية أيضا: وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين - بحذف المضاف - فيكون المعنى أن على هذه الأمم الإيمان ببعثة خاتم الأنبياء والرسل ﴿لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ﴾ أي لأجل ما آتيتكم أيّها الأمم من الكتب، والحكمة التي هي سنّة أنبيائكم ﴿ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ﴾ أخذ الأنبياء على أممهم عهدا أن يؤمنوا بخاتم الأنبياء والرسل وينصروه وقت مجيئه، فيكون مجيء الرسول تصديقا لما قي كتبهم من البشارة بقدومه، ومن ذلك ما ورد في كتب اليهود أنه تعالى خاطب موسى قائلا: