للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل ما أقام الله عليها دلائل عقلية قاطعة ﴿وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ﴾ ويدخل في ذلك الوفاء بالعقود في المعاملات وأداء الأمانات، وباختصار الالتزام الأخلاقي والاجتماعي تجاه الآخرين.

﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ﴾ (٢١)

٢١ - ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ ويدخل في ذلك جميع الروابط العائلية كصلة الرحم، وغير العائلية كصلة القرابة بسبب أخوة الإيمان، وحقوق الجوار ورعاية اليتيم والفقير، وفي الحالة العامة المسؤولية الأخلاقية للإنسان المنبثقة عن إيمانه بمغزى الخلق ومسؤوليته أن يعامل جميع مخلوقات الله بالشفقة والرأفة ﴿وَيَخْشَوْنَ﴾ معصية ﴿رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ﴾ فيحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا.

﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا اِبْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ﴾ (٢٢)

٢٢ - ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا﴾ على التكليف وعلى كل ما تكرهه النفس من المصائب في المال والأبدان والأنفس، وتجاوزوا هوى النفس كالانتقام والحسد والغيبة وغيرها ﴿اِبْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ﴾ طلبا لرضا الله بلا رياء ولا سمعة ولا يطلبون من العباد جزاء ولا شكورا ﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ﴾ على تمامها لشعورهم بالعبودية الكاملة له تعالى فيعيشون الحرية أمام العالم ﴿وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ﴾ كالزكاة والصدقة ﴿سِرًّا﴾ حيث يحسن السر ﴿وَعَلانِيَةً﴾ حيث تحسن العلانية ﴿وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ يدفعون الشر بالخير، ويجازون الإساءة بالإحسان ﴿أُولئِكَ﴾ الموصوفون بتلك الصفات الجليلة ﴿لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ﴾ في الآخرة وهي جنات عدن كما سيرد في الآية التالية.

﴿جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>