للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الأنعام - ٦ - مكية]

[مقدمة]

نزلت هذه السورة في أواخر فترة إقامة النبي في مكة، وعلى الأغلب في السنة الأخيرة التي سبقت هجرته إلى المدينة، بعد أن كان قد أمضى حوالي اثني عشر عاما وهو يدعو الناس إلى الإسلام في مكة، وقد اشتق اسم السورة من الإشارة في الآية (١٣٦)، والآيات التي تليها، إلى عادة مشركي العرب في الجاهلية تكريس بعض الأنعام لأصنامهم، والتوسل بها إلى الله تعالى، وهذا المغزى غير مقتصر على مشركي الجاهلية، بل فيه إشارة إلى ميل بعض البشر، في كل العصور، إلى التوسل بأموات وبأضرحة، وإلى إسباغ قدرات شبه إلهية على مخلوقات ومعبودات وأولياء، وتكريس الذبائح لها، وأحيانا طاعة بعض المخلوقات في الباطل وفي التشريع والتحليل والتحريم.

[ارتباط السورة بما قبلها]

اختتمت سورة المائدة بالإشارة لشرك النصارى وتأليههم عيسى المسيح وأمّه، ثم افتتحت سورة الأنعام بقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام: ٦/ ١]، إذ رغم المعجزات الباهرة من خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، فالكفار يعدلون بالله غيره، أي يجعلون غيره عدلا له مساويا له في العبادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>