١ - ﴿الر﴾ الله أعلم بمراده، راجع شرح آية [البقرة ١/ ٢]، يوسف هي الثالثة من السور التي تفتتح بحروف ﴿الر﴾، وقد افتتحت بها ستة سور متتالية من القرآن الكريم هي (يونس - هود - يوسف - الرعد - إبراهيم - الحجر)، غير أنها وردت في سورة الرعد ﴿المر﴾ بزيادة حرف الميم ﴿تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ﴾ القرآن ﴿الْمُبِينِ﴾ الظاهر أمره الواضح في الإعجاز، والواضح لمن يتدبره أنه من عند الله وليس من كلام البشر، وهو أيضا يبيّن حقيقة الدين ومصالح البشر، كما يفصح عن الأشياء المبهمة ويبينها للناس.
٢ - ﴿إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا﴾ نزل على العرب أولا بلغتهم ليفهموه ويحيطوا بمعانيه، وثانيا ليكونوا واسطة الرسالة إلى العالم أجمع لكونهم أمّة أمّية لم يسبق لها التعصّب إلى رسالة أو رسالات سابقة، قال تعالى: ﴿وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء ١٩٨/ ٢٦ - ١٩٩]، بالنظر لتعصب الأعجمين لما هم عليه من التمسك بالتقليد،
﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ لعلكم تستخدمون عقولكم في معانيه، فالقرآن موجّه إلى العقل البشري، لأن العواطف وحدها لا تشكل أساسا كافيا للإيمان.