للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوء عملهم ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ﴾ زالت العهود بينهم وما كانوا يتواصلون به من الضلال.

﴿وَقالَ الَّذِينَ اِتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ﴾ (١٦٧)

١٦٧ - ﴿وَقالَ الَّذِينَ اِتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً﴾ عودة إلى الدنيا ﴿فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنّا﴾ وهم السذّج الذين استسلموا لخداع زعمائهم، والانتهازيين الذين تهالكوا على مصالحهم الشخصية في الحياة الدنيا فرجّحوا طاعة أسيادهم على طاعة الله ﴿كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ﴾ فالعذاب بنتيجة الحسرة على ما قدّموا من سييء الأعمال ﴿وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ﴾ لأن فترة الاختبار تكون وقتئذ قد انتهت، فليس من فرصة ثانية بالعودة إلى هذه الدنيا كما يتمنّون.

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ كُلُوا مِمّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (١٦٨)

١٦٨ - يلاحظ اتصال الكلام بما قبله، لأنّ البعض يطيع الأنداد في التحليل والتحريم بلا أساس من الكتاب والسنّة، فيقرّون للأنداد بحق إصدار تشريعات ذات صفة دينية أو شبه دينية، إضافة إلى العادات الاجتماعية التي سوّغتها التقاليد، وهيمنت عليهم، فصارت ملزمة لهم أكثر من الشرع:

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ كُلُوا مِمّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً﴾ كلوا بطريق الحلال ﴿طَيِّباً﴾ وصف الحلال وحده أنه طيب، وهو أمر بطرح المحرّمات المنبثقة عن الخرافات والعادات والتقاليد، لأنّ الأصل في الأمور الحلّ إلاّ ما نصّ على حرمته الكتاب والسنة ﴿وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ﴾ لأنه يزيّن للناس ضلالهم ويزين لهم التحليل والتحريم من عند أنفسهم ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>