إذا اعتبرنا المقصود بالفتح فتح مكة، فإن الفتح تم في رمضان سنة ثمان للهجرة،
وللناس في وقت نزول هذه السورة قولان: أحدهما أنّ هذه السورة نزلت بعد الفتح، سنة عشر خلال حجة الوداع، والقول الثاني: أن السورة نزلت قبل فتح مكة لأن قوله: ﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر ١/ ١١٠] يقتضي الاستقبال فتكون السورة من جملة معجزات القرآن الكريم في الإخبار عن الغيب.
[ارتباط السورة بما قبلها]
بعد أن ختمت السورة السابقة بقوله تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون ٦/ ١٠٩] بمعنى أن لا إكراه في الدين وحساب الجميع على الله، افتتحت هذه السورة بقوله: ﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر ١/ ١١٠] فهي بشارة بأن النصر سيكون للإسلام، ونظيره قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة ٣٣/ ٩].