للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الكافرون - ١٠٩ - مكية]

[ارتباط السورة بما قبلها]

بعد أن أنعم تعالى على عباده بالخير الكثير: ﴿إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾ [الكوثر ١/ ١٠٨]، والخير المطلق هو الوحي أو القرآن، وأنعم على المؤمنين بنعمة الإسلام، ووعدهم بقطع دابر مبغضيهم: ﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [الكوثر ٣/ ١٠٨]، تبيّن هذه السورة أن لا مجال للحلول الوسط مع الكفار في مجال العقيدة: ﴿وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ﴾ [الكافرون ٤/ ١٠٩]،

كما أنّ بداية هذه السورة بقوله: ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ * لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ﴾ [الكافرون ١/ ١٠٩ - ٢]، ذات استمرارية مع آخر آية من سورة الكوثر:

﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [الكوثر ٣/ ١٠٨]، فهي بمثابة جواب على مبغضي الإسلام الذين يظنون أنّ بإمكانهم القضاء عليه.

[محور السورة]

في حين لا مجال للحلول الوسط مع الكفار في شؤون العقيدة الإسلامية، فإنه لا مبرر لاضطهاد الآخرين بسبب عقائدهم، فحساب الجميع على الله وليس على العباد: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [٦/ ١٠٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>