للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * اُدْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ﴾ (٣١ - ٣٥)

﴿ثم تعود السورة لموضوع الآيات (١٢ - ١٤) فتبرز العبرة من هلاك الحضارات السابقة مهما بلغت قوتها وجبروتها: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ (٣٧) والعبر لا يعيها إلاّ منفتحو الذهن.

وتنفي زعم اليهود في كتبهم "المقدسة" أن الله تعالى بعد أن خلق الكون في ستة حقب زمنية استراح بعدها من التعب، تعالى الله عمّا يقولون علوّا كبيرا:

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ﴾ (٣٨) والخلق في ستة أيام أي في ستة أطوار أو ستة حقب زمنية.

فتحضّ على الصبر عليهم والاستعانة على ضلالهم بالتسبيح والصلاة:

﴿فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ﴾ (٤٠) وقالوا إن الأمر بالتسبيح كناية عن الأمر بالصلوات المكتوبة.

فلا يلبث أن يحين يوم البعث فيسمع الإنسان النداء من مكان قريب، وليس أقرب إليه من داخله، فلا يملك سوى أن يسارع إلى الإجابة: ﴿وَاِسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ﴾ (٤١ - ٤٤)

أما في الحياة الدنيا فما على المؤمن سوى تذكير من يرجى إيمانه: ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ﴾ وهنا تعود السورة للنقطة التي بدأت منها: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (٤٥)﴾،

<<  <  ج: ص:  >  >>