﴿ضَيْفِي﴾ في حقّ ضيوفي لأن فضيحة الضيف فضيحة للمضيف ﴿أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾ ذو رشد، يمتنع ويمنع عن هذا العمل الرديء.
﴿قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ﴾ (٧٩)
٧٩ - ﴿قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ﴾ لا معنى لعرضك صرفنا عما نريد من ضيفك، ولا حاجة في اللواتي تسميهنّ بناتك، لأن طبعنا لا يميل إليهنّ ﴿وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ﴾ من الفاحشة مع الذكور.
٨٠ - ﴿قالَ﴾ لوط وهو في غاية الكرب ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً﴾ فأدفع شرّكم ﴿أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ فأتحصّن منكم، لأنه لم يكن منهم، وإنما هم قومه بمعنى أنه بعث إليهم، جاء مع عمّه إبراهيم، ﵇، من أور كلدان في العراق، وهو غريب بينهم.
٨١ - ﴿قالُوا﴾ أي الملائكة، لمّا شاهدوه في حالة من الحزن والكرب: ﴿يا لُوطُ إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ﴾ من الملائكة، وهي البشارة الأولى ﴿لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ﴾ بسوء، وهي البشارة الثانية ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ﴾ أي في بعض الليل، والسري السير ليلا ﴿وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ﴾ الالتفات نظر الإنسان إلى ما ورائه، والمعنى قطع الصلة بكل ما يخلفونه وراءهم من ممتلكات وأصحاب، وعدم الاكتراث بها، ويحتمل المعنى أيضا النهي عن التخلف، أي لا يتخلّف منكم أحد، وتقدير الخطاب: فأسر بأهلك ﴿إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ﴾ دعها تتخلف مع القوم، لخيانتها ولتعلقها بهم ﴿إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ﴾ من العذاب، وقوله ﴿أَصابَهُمْ﴾ بالماضي لأنّ وقوعه أصبح قدرا مقدورا، فكأنه وقع ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ﴾ وهو موعد عذابهم، يبدأ بطلوع الفجر وينتهي بالشروق ﴿أَلَيْسَ﴾