للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى من قبل (الآية ١١٠)، أي إن غرضكم، أنتم وموسى، إخراج المصريين من مصر لكي يكون لكم فيها الملك والحكم مع بني إسرائيل، ويبدو أن اختلاق هذا الاتهام من قبل فرعون كان موجها للاستهلاك المحلي لكي يحشد لنفسه تأييد عامة المصريين ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ تهديد بما سوف ينزله في السحرة من العقاب والتعذيب، كما هو مذكور في الآية التالية:

﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (١٢٤)

١٢٤ - ﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ يبدو أن عدد السحرة كان كبيرا (الآية ١١٢)، ويحتمل أيضا أنّ عددا كبيرا من المصريين انضم إليهم، لأن تعبير ﴿لَأُقَطِّعَنَّ﴾ بتشديد حرف الطاء و ﴿لَأُصَلِّبَنَّكُمْ﴾ بتشديد حرف اللام يشير لوجود أعداد كبيرة منهم، فالتقتيل غير القتل، والتقطيع غير القطع، والتصليب غير الصلب، إذ تدلّ على التكثير، وقد استخدم التعبير نفسه بالآية (١٢٧)، وقوله ﴿مِنْ خِلافٍ﴾ أي لأجل خلافكم ومعاندتكم رأيي وأمري، انظر آية [المائدة ٣٣/ ٥].

﴿قالُوا إِنّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ﴾ (١٢٥)

١٢٥ - ﴿قالُوا﴾ أي السحرة ﴿إِنّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ﴾ المعنى أنهم غير مبالين بما يحل بهم في هذه الحياة الدنيا من انتقام فرعون ما داموا على الحق، كما يحتمل أن يكون ضمير الجمع في قوله ﴿إِنّا﴾ للسحرة وفرعون معا، فيكون معنى قولهم أن الحكم الفصل بينهم وبين فرعون لله وحده، وفي ذلك تعريض بفرعون وادعائه الربوبية.

﴿وَما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ﴾ (١٢٦)

١٢٦ - تتمة خطاب السحرة لفرعون: ﴿وَما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا﴾ ما تعيب علينا، ولا تكره منّا، سوى الإيمان بالله، وهذا هو ذنبنا عندك، ولكن كوننا على الحق لا يوجب النقمة والانتقام، بل يقتضي العكس:

<<  <  ج: ص:  >  >>