للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿بِلِقاءِ اللهِ﴾ خسروا السعادة الأبدية لأنهم كانوا لا يتوقعون البعث بعد الموت، ولا يأملون الحساب والثواب والعقاب ﴿وَما كانُوا مُهْتَدِينَ﴾ بما اختاروه لأنفسهم من الكفر وإنكار البعث.

﴿وَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ﴾ (٤٦)

٤٦ - ﴿وَإِمّا نُرِيَنَّكَ﴾ أيها النبي، أو أيها الداعية، أو أيها المسلم ﴿بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ﴾ من عاقبة تكذيبهم، في الدنيا قبل الآخرة ﴿أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾ قبل ذلك ﴿فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ﴾ للحساب والثواب والعقاب ﴿ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ﴾ بعد وفاته ، والمعنى عام ينطبق على كل الأزمنة، لأن بعض المؤمنين قد يتعجبون من نجاة بعض المكذّبين في الحياة الدنيا ويتعجبون من ازدهار أحوالهم، فالجواب أنهم قد يرون عاقبة المكذّبين في الحياة الدنيا، أو قد يتم باقي العقاب أو كله في الحياة الآخرة، فلا ينبغي استباق الأمور، لأن كلّ عمل يحمل في طياته بذور عواقبه،

﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ (٤٧)

٤٧ - ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ﴾ بعثت الرسل إلى كل الأمم على مر العصور، فلم تبق أمة من الأمم بلا هداية وتبشير وإنذار، مع ملاحظة أنّ عموم الآية لا يقتضي كون الرسول حاضرا مع كل أمة، لأن تعاليمه لم تزل باقية لمن بعده ﴿فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ﴾ وبلغتهم الرسالة، وقامت الحجة عليهم ﴿قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ بالعدل ﴿وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ لأنّ الله تعالى لا يحاسب الناس إلا بعد أن تبلغهم بعثة الرسل، ونظيره قوله تعالى ﴿ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ﴾ [الأنعام ١٣١/ ٦]، وقوله تعالى ﴿وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء ١٥/ ١٧]، وقوله تعالى ﴿وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ لَها مُنْذِرُونَ﴾ [الشعراء ٢٠٨/ ٢٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>